تابعنا على

header ads

مسجد العتيق ابن خلدون

علم أثري وتاريخي مهم الجزائر _ قالمة يُعدُّ مسجد ابن خلدون بقلب مدينة قالمة شرق الجزائر، من المعالم الأثرية والتاريخية المهمّة التي تفخر بها هذه الولاية ويُشكّل هذا الصرح الديني العريق وجهة للباحثين، بما يُمثّله من ميزات معمارية فريدة. تُؤكد أغلب المراجع التاريخية، أنّ تاريخ بداية عملية بناء هذا المسجد العتيق كانت سنة 1824، على أيام ولاية أحمد باي، وهو من أواخر الولاة العثمانيين في الجزائر. وقد اعتُمد في بناء هذا المسجد على تبرُّعات المحسنين، ودامت عملية إنجازه ما يُقارب ثلاثين سنة، حيث تمّ تدشينه، بحسب بعض المصادر، سنة 1852، في حين تُرجح مصادر أخرى أنّ تاريخ تدشينه يعود إلى سنة 1857. ويتميّز مسجد ابن خلدون بقالمة بعمارته الفريدة، وهو يضمُّ ثلاث قاعات للرجال وثلاثاً أخرى للنساء، إضافة إلى قسم لتعليم القرآن الكريم ومكتب، كما يتميّز بصومعته دائرية الشكل التي يبلغ ارتفاعها سبعة أمتار مبنية من الحجارة. ويحتوي المسجد العتيق أيضاً، على غرفة كبيرة تحت الأرض بُنيت في عهد العثمانيين، وقد تمّ اتخاذها مخزناً وُضعت فيه المؤونة إبان الثورة التحريرية. يتربّع المسجد على مساحة 1400 متر مربع، وبإمكانه أن يسع أكثر من ألف من المصلّين. وقد تمّ الاعتماد في بنائه على أسلوب العمارة الحمادية التي كانت منتشرة على أيام دولة بني حماد. وقد شهد هذا الصرح الدينيُّ عمليات ترميم وتوسعة بدأت سنة 1966، تمّ بموجبها إضافة ملحقة إلى المسجد، لم تلبث أن صدر قرار ولائيٌّ سنة 2008، قضى بإزالتها. بعد ست سنوات، شرعت السلطات في عمليات ترميم وتوسعة أخرى، من أجل إعطاء هذا المسجد ألقه التاريخي والمعماري الذي يستحقُّه. وتعود آخر خطة أطلقتها السلطات لتوسعة مسجد ابن خلدون إلى سنة 2016، أشرف على انطلاقتها وزير الشؤون الدينية محمد عيسى. وخلال مراسيم الإعلان عن تلك الخطة، أكد وزير الشؤون الدينية أنّ المسجد مسجل بقرار ولائي يعود إلى سنة 2009 ضمن الممتلكات الثقافية المادية لولاية قالمة، وأنّه علاوة على ذلك، بقي لفترات طويلة المسجد الوحيد بمنطقة قالمة الذي يقصده المصلُّون من كلّ مكان لأداء شعائرهم الدينية. ويُؤكد الكثير من سكان ولاية قالمة، أنّ السرّ وراء تعلُّقهم بهذا الصرح الديني العريق يعود بالأساس إلى طرازه العثماني الراقي، وهندسته الدقيقة، وزخارفه الفريدة التي تكاد تنطق عبر كلّ ركن وزاوية من أركانه وزواياه، فضلاً عن خصائصه الخارجية التي تتعلق أساساً بمنارته، التي تتميّز بتناغم أشكالها الهندسية التي ترمز إلى العمارة الإسلامية العتيقة

إرسال تعليق

0 تعليقات