غار الجماعة بڤالمة أسطورة محفوفة بالمخاطر والأسرار
الدفينة
روايات متضاربة بشأن أصل تسمية غار الجماعة
الشهادات والتصريحات بين أهالي المنطقة، فمنهم من أرجعها إلى ما ذكره الباحث الفرنسي روني بورقينيات في كتابه، السالف الذكر ورجح، أن التسمية قديمة وترجع إلى العهد الروماني، نسبة للجماعة التي كانت تزور المنطقة للتعبد وتقديم القرابين للإله باكاكس، ومن الأهالي من استبعد ذلك وأرجع أصل التسمية إلى العصر الحديث وتحديدا إلى فترة الاستعمار الفرنسي، عندما كان المجاهدون الجزائريون يستغلون المغارة كقاعدة خلفية لهم لتنفيذ عملياتهم الفدائية والاختباء من الجيش الفرنسي، وأن تسمية المغارة بهذه التسمية كان نسبة للجماعة التي كانت تتمركز فيها.
بينما روى بعض الشباب أن تسمية غار الجماعة انتسبت في السنوات الأخيرة إلى الجماعات الإرهابية التي كانت تختبئ داخل المغارة وتستغلها كمحطة عبور بين جبال الولايات الشرقية وهو احتمال جد ضعيف، لأن بعض كبار السن بالمنطقة أكدوا أنهم يعرفون المغارة بهذه التسمية منذ ولادتهم. ومهما اختلف المؤرخون والباحثون وسكان المنطقة حول أصل التسمية، إلا أن المغارة تبقى تخفي داخلها عشرات الأسرار الطبيعية والتاريخية.
تقع غارجماعة___
بمرتفعات أقصى الجهة الغربية لإقليم ولاية ڤالمة، على حدودها مع ولاية سكيكدة، وتحديدا ببلدية بوهمدان، تنتصب سلسلة جبلية صخرية، مليئة بالكهوف التي ظلٌت على مدار العصور مصدرا للعشرات من الأساطير والروايات التاريخية الملفوفة بالأسرار والألغاز التي لم يتمكن أي أحد من فك شفراتها.
يعتبر غار الجماعة الذي لم يستطع الباحثون والمستكشفون العالميون تحديد طوله ولا عمقه تحت الأرض، أكثر الكهوف المنتشرة في المنطقة غرابة، يحمل في كل شبر بداخله المظلم الكثير من الأسرار والحكايات التي تداولتها الأجيال على مرٌ السنين، في وقت يتحدث البعض عن وصوله إلى شاطئ البحر بسواحل سكيكدة، فيما يتحدث البعض الآخر عن وصوله حتى منطقة تبيليس الرومانية بسلاوة عنونة، بينما تحدث البعض الآخر جازما أنه يتقاطع مع منطقة برج بن عصمان ببلدية حمام المسخوطين القريبة.
وهي مجرد فرضيات واحتمالات وتخمينات لم يتمكن أحد من تأكيدها.
رحلة محفوفة بالمخاطر والمجازفة من جهة وبالمتعة والاستكشاف من جهة أخرى، للوصول إلى أبعد نقطة داخله يمكن الوصول إليها بالإمكانيات المتوفرة، لأن الوصول إلى نهاية هذه المغارة يعتبر ضربا من الخيال.
وبعيدا عن ما ذكره الباحث الفرنسي روني بورقينيات الذي زار المغارة سنة 1870، وألف حولها كتابا بعنوان تاريخ جبل طاية، بأن تاريخ هذه المغارة يعود إلى سنة 210 ميلادية، عندما كانت معبدا للإله باكاكس الذي كان الناس يحجون إليه في عهد الرومان من تبيليس (سلاوة عنونة حاليا) للتعبد والصلاة وتقديم الهدايا والقرابين، فضلنا إجراء هذا الربورتاج الميداني لكشف بعض أسرار هذه المغارة التي بقي الغموض يلف تاريخها الحقيقي.
....
منطقة سياحية مهملة و لا مبادرات في الأفق لإنعاشها
تقع مغارة غار الجماعة على الحدود بين بلدية بوهمدانوبلدية الركنية، وبلدية السبت بولاية سكيكدة، أسفل الجبل الصخري المعروف باسم طاية، وفي نهاية مساحة خضراء شاسعة، على جانب طريق معبٌد، وهو ما أعطاها منظرا طبيعيا خلابا أهّلها لاستقطاب مئات العائلات القادمة من مختلف الولايات الشرقية، مع عطلة نهاية كل أسبوع، في ظلٌ الجو الربيعي المميز بالمنطقة، والتي تحوّلت إلى قبلة للعائلات التي وجدت في المكان متنفسا طبيعيا لها ولأطفالها الذين يلعبون في المساحة الخضراء الشاسعة قبالة المغارة العجيبة، فيما يقصدها الفضوليون والمستكشفون محاولين معرفة ما شكلها الداخلي وما تحويه من أسرار ظلٌت خفيٌة على الناس على مرٌ العصور، لكن بمجرد دخولها يتملكهم الخوف فيرجع أغلبهم من المدخل، فيما يتوغل البعض الآخر إلى الداخل، معتمدين على تجهيزات إضاءة وألبسة خاصة، لأن السير داخل المغارة باللباس العادي ليس بالأمر الهيٌن بسبب الرطوبة المرتفعة والنتؤات الصخرية الصعبة في أرضية المغارة المنحدرة إلى العمق، على مسافة بعيدة وكذا الشقوق والتشققات العميقة إلى تحت الأرض والتي يبقى عمقها مجهولا لحد الساعة.
0 تعليقات