"بئر بن عصمان" بقالمة
الأعجوبة التي تخفي أسرارها إلى يومنا هذا
تخفي ولاية قالمة كنوزا تعود إلى عصور وحضارات غابرة تشهد على ماضي هذه المنطقة العريق، فهي تعد قطبا من أقطاب السياحة في بلادنا، لما تزخر به من كنوز سياحية غير مستغلة طالها الإهمال، ومن أهم المواقع السياحية التي تستقطب السياح على مدار السنة؛ "بئر بن عصمان"، هذه الأعجوبة التي لا تزال تخفي وراءها أسرارا عجز الباحثون عن اكتشافها إلى يومنا هذا.
يوجد "بئر بن عصمان" على بعد حوالي كيلومترين من الجوهرة السياحية حمام الدباغ، وعلى بعد حوالي 25 كلم من ولاية قالمة، وهو عبارة عن بحيرة جوفية وظاهرة غريبة لا تزال تحتفظ بأسرارها إلى يومنا هذا، وقد تشكلت بفعل حركة جيولوجية سنة 1878 جراء هزة أرضية أدت إلى ظهورها، ويوجد نهر داخل الكهف، مياهه عذبة ويتسع لـ100 متر طولا و40 متر عرضا و15 متر عمقا، كما تمتاز البحيرة بظلام دامس ويسمع فيها أزير طائر، حيث يشهد في فصل الربيع تدفق الزوار إليه، ويقال بأن سكان المنطقة قديما وضعوا به كمية من النخالة وتابعوا جريان المياه فوجدوا أن النخالة وصلت إلى شواطئ سكيكدة.
في عام 2012، زاره الغطاس الفرنسي العالمي "بيرنار بيرنبيو" المختص في الغطس في البحيرات والمحيطات، حطم الرقم القياسي لمسافة الغطس بـ330 مترا، والكهوف والمغارات بـ74 مترا، حيث قام رفقة جمعية "هيبون" من عنابة ومصور تحت الماء من ناد تونسي، بعبور هذا النهر بحوالي 120 مترا، لكن الإمكانيات المادية لم تسمح بمتابعة الغطس، مما يتطلب وفرة عتاد خاص بسبب ارتفاع البرودة ونقص الأوكسجين والضغط الكبير، وعند الرجوع اكتشفوا داخل المغارة قاربا يعود إلى الحقبة الفرنسية مكتوب عليه من الجهة اليمنى "بون" ومن الجهة اليسرى "جورجات رينو"، أما العمق الذي تم الوصول إليه فهو 14 مترا، حيث حاول الغطاس القيام بعملية المسح الطوبوغرافيا لـ«البئر".
وخلال عامي 2013-2014، قام باحثون من جامعة عنابة بدراسة على مستوى هذا الغار واكتشفوا أن حوالي 8 أنواع من الخفافيش المهددة بالانقراض موجودة فيه. ولا يزال هذا المعلم أعجوبة جيولوجية تخفي أسرارا كثيرة، الأمر الذي يستوجب متابعة البحث والاكتشاف خاصة أنه محط أنظار السياح القادمين إلى قالمة
0 تعليقات